حريز مريم عضو فعال
عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 23/03/2010 العمر : 32 الموقع : meriamhariz.wordpress.com
| موضوع: الضحية الخميس أبريل 01, 2010 1:13 pm | |
| الضحية أسيل كانت إحدى ضحايا قوات المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ لسبب تجهله حتى اليوم؛ لم ترتم عند خروجها من المعتقل في أحضان أهلها , حالها كحال أي سجين مظلوم تكويه نار الظلم ونار الشوق لعائلته ببساطة. فقد هربت أسيل فور خروجها من المعتقل، ليس بسبب العار الذي سيلاحقها جراء اقترافها جريمة ما ودخولها المعتقل , ولكن بسبب ما تعرضت له الأسيرات العراقيات من اعتداء واغتصاب وتنكيل على أيدي المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو غريب؛ حيث تحكي جدرانه قصصاً حزينة؛ إلا أن ما ترويه أسيل هو "الحقيقة" وليس "القصة"!
بدأت "أسيل" روايتها ـ حسب "الوسط" ـ بالقول: "كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بقوات
الاحتلال الأمريكية تداهم المنزل وتفتشه
لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على إثرها
باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا , وعبثًا حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأمريكية بأنني ضيفة ، إلا أن محاولاتي فشلت. بكيت وتوسلت وأغمي علي من شدة
الخوف أثناء الطريق إلى معتقل أبو غريب".
وتكمل أسيل : "وضعوني في زنزانة قذرة مظلمة كنت وحيدة توقعت أن تكون فترة اعتقالي
قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرمًا".
وتضيف والدموع تنسكب على وجنتيها دليلا على صدقها وتعبيرا عن هول ما عانته: اليوم
الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد
من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة .. كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر
بالخوف أكثر، وكنت مرتعبة من الذي
ينتظرني , وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية و أني دخلت عالماً مجهول المعالم لن أخرج منه كما دخلته. ووسط هذه الدوامة من المشاعر
المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في جيش الاحتلال الأمريكي
بادرتني بالسؤال: "لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء".
وما إن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت "والله مظلومة..
والله مظلومة".. ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق
علي تحت أي ظروف، وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبرالأقمار الاصطناعية
طيلة اليوم , وأن باستطاعة التكنولوجيا الأمريكية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم!.
وحين ضحكت قالت: "كنت أتابعك حتى وأنت مع زوجك!".
........................
فقلت لها بصوت مرتبك: أنا لست متزوجة.. فضربتني لأكثر من ساعة
وأجبرتني على شرب قدح ماء
عرفت فيما بعد أن مخدراً وضع فيه , ولم أفق إلا بعد يومين أو أكثر لأجد نفسي وقد جردوني
من ملابسي , فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي ,
فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل علي أكثر
من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا علي ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي وهم يضحكون وسط
موسيقى صاخبة.. ومع مرور الأيام تكرر السيناريو بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون
في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها".
...............
وتضيف في وصف بشاعة أفعال المجرمين الأمريكيين:
"بعد شهر تقريباً دخل علي جندي زنجي
ورمى لي بقطعتين من الملابس العسكرية الأمريكية وأشار علي بلهجة عربية ركيكة أن أرتديها
واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار
وطلب مني أن أستحم وأقفل الباب وانصرف.. وبرغم ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى
رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا أنني قمت بسكب بعض
الماء على جسدي, وبعدما انتهيت أتاني برفقة جنديين آخرين
فقاموا بإرجاعي إلى الزنزانة, واستمرت معاملتهم لي بطريقة وحشية , دون أكل نظيف أو معاملة ترفعني عن مستوى البهائم ، الأمر الذي أثر على صحتي"!
........
وتكمل أسيل كشف الفظائع الأمريكية ضد نساء العراق: "بعد أكثر من أربعة شهور
جاءتني
المجندة التي عرفت من خلال حديثها مع باقي الجنود أن اسمها ماري, وقالت لي الآن
أمامك فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما
يطلقون سراحك, خصوصاً أننا متأكدون من براءتك". فقلت لها: "إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟!".
فصرخت بعصبية: "الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني إيجابية معهم!".
...........
وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصى غليظة تضربني بها كلما رفضت
الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد
زينتي , ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها
أربعة جنود يحملون كاميرات وأخذت تعتدي
علي وسط ضحكات
الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور بكافة الأوضاع ويركزون
على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني , وأخذت مسدسًا من أحد رفاقها وأطلقت أربع
طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي .......................
وتتوقف أسيل عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل:"بعد يوم جاءت ماري
لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته"!
..................
و تضيف:"شاهدت الفيلم بألم ، وكانت ماري تردد (لقد خلقتم كي نتمتع بكم) هنا انتابتني حالة من
الغضب وهجمت عليها على رغم خشيتي من رد فعلها, ولولا تدخل الجنود لقتلتها, وما إن تركني
الجنود حتى انهالت علي ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر قضيتها في
الصلاة والدعاء إلى الباري القدير أن يخلصني مما أنافيه.
.......................
ثم جاءتني ماري مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت أرتديها عندما اعتقلت
و أخدوني في سيارة أمريكية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب ومعي عشرة آلاف
دينار عراقي.
بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه
ولأنني أعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي
لأعرف ما آلت إليه الأوضاع
أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل أكثر من أربعة أشهر واعتبرني ميتة
ففهمت أن سكين غسل العار
بانتظاري , فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي
وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم"! ........ وتتساءل أسيل بألم وحسرة ومرارة: "من سيشفي غليلي؟ ومن سيعيد عذريتي؟ وما ذنبي في كل ما حصل؟ وما ذنب أهلي وعشيرتي؟ و في أحشائي طفل لا أدري ابن من هو؟
| |
|
bibich نائب المدير الأول
عدد المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 الموقع : alg stf
| موضوع: رد: الضحية الجمعة أبريل 09, 2010 2:22 am | |
| السلام عليكم جيد جدا مشكورة على الوضوع المختار بيبيشوووو يحييك | |
|