خارطة فلسطين
مدينة
القدس، عاصمة فلسطين
مدينة
بيت لحم في القرن التاسع عشر
فلسطين أو
فلسطين التاريخية (
بالإنجليزية والفرنسية: Palestine ؛
باليونانية: Παλαιστίνη ؛
باللاتينية :Palaestina ؛
بالعبرية : פַּלַשְׂתִּינָה
أو פִלַסְטִין حسب السياق). هي منطقة تاريخية في قلب
الشرق الأوسط، وجزء طبيعي من
الهلال الخصيب حيث تشكل الجزء الجنوبي الغربي من
بلاد الشام،
وهي محاطة اليوم
ببلدان عربية وكذلك جزء كبير من سكانها من
الناطقين بالعربية. أما الجزء الآخر من سكانها هم من الناطقين بالعبرية
وأتباع الديانة اليهودية المهاجرين وأبناء شعوب أخرى. تقع شرق
البحر الأبيض المتوسط وتصل بين غربي
آسيا وشمالي
أفريقيا بوقوعها، وشبه جزيرة
سيناء، عند نقطة إلتقاء
القارتين.
وتحتوي هذه المنطقة على عدد كبير من المدن الهامة تاريخياً ودينياً بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث، وعلى رأسها
القدس والخليل وبيت لحم والناصرة وأريحا وطبريا. تمتلك المنطقة أرضاً متنوّعة جداً، وتقسم جغرافياً إلى أربع مناطق، وهي من الغرب إلى الشرق السهل الساحلي، التلال، الجبال (جبال
الجليل، جبال نابلس، جبال القدس ووجبال الخليل) والأغوار (غور الأردن). في أقصى الجنوب هناك صحراء
النقب. بين جبال نابلس وجبال الجليل يقع
مرج بن عامر ويقطع
جبل الكرمل، الذي يمتد من جبال نابلس شمالا غربا، السهل الساحلي. تتراوح الارتفاعات من 417 متراً تحت مستوى البحر في البحر الميت
(وهي أخفض نقطة على سطح اليابسة في العالم) إلى 1204 متراً فوق مستوى البحر في قمة
جبل الجرمق (جبل ميرون كما يسمى في إسرائيل).
من ناحية جغرافية ونباتية تمتد منطقة فلسطين عبر حدود
لبنان والأردن لتشمل المنطقة جنوبي
نهر الليطاني والمنطقة المجاورة
لنهر الأردن من الشرق، ولكن
منذ عشرينات القرن العشرين، أي منذ
الانتداب البريطاني على فلسطين يستخدم مصطلح فلسطين إشارة إلى المنطقة الممتدة على 26990 كم مربع، ما بين نهر
الأردن شرقاً
والبحر الأبيض المتوسط غرباً، وبين الحدود اللبنانية الجنوبية المرسومة عام 1923 شمالاً ورأس
خليج العقبة جنوباً. يقدر عدد السكان القاطنين
اليوم ضمن هذه الحدود 11 مليون نسمة تقريباً، وتقدر نسبة العرب من بينهم بنحو 47%
[1] ومن زاوية سياسية وأمنية، تعتبر فلسطين من أكثر دول العالم توترا أمنيا جرّاء ما تعتبره كثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية انتهاكات إسرائيلية بحق
المدنيين الفلسطينين إلى جانب العمليات الاستيطانية التي تزيد من تأزم الوضع إضافةً إلى المعاملة العنصرية كجدار الفصل الإسرائيلي الذي أقامته في الضفة
الغربية والذي اعتبره الكثيرون عنصريًا، كل هذه الأمور تسببت في خلق مناخ أمني سيء. منذ تأسيس
السلطة الوطنية الفلسطينية عام1993، فإن اسم فلسطين
قد يستخدم دولياً ضمن بعض السياقات للإشارة أحياناً إلى أراضي السلطة الفلسطينية
[2]. أما لقب فلسطيني فيشير اليوم، وخاصة منذ 1948، إلى السكان
العرب في جميع أنحاء المنطقة (بينما يفضل السكان اليهود عدم استخدام هذا اللقب إشارة إلى أنفسهم)
[3]. من الناحية التاريخية أشار اسم فلسطين إلى عدد من
الكيانات السياسية أو المحافظات الإدارية التي وقعت في هذه المنطقة منذ القرن الثاني للميلاد. وكانت أولاها "ولاية سوريا الفلسطينية" التي كانت تابعة
للإمبراطورية الرومانية. بين 1917 و1948 أشار اسم فلسطين إلى منطقة
الانتداب البريطاني على فلسطين. أيام
الدولة العثمانية كان اسم فلسطين يستخدم
كمصطلح جغرافي فقط في حين تم تقسيم فلسطين إدارياً إلى عدة وحدات إدارية.
يرتبط تاريخ فلسطين إلى حد بعيد بالنصوص الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية، ويرتبط تاريخ فلسطين بالواقع السياسي والسكاني.
لمحة تاريخيةفلسطين أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، وقبلة المسلمين الأولى حيث مرت على أقدم مدينة فيها وهي
أريحا، إحدى وعشرون حضارة منذ الألف
الثامن قبل الميلاد. وفي فلسطين تتكلم الشواهد التاريخية عن تاريخ هذه الأرض الطويل والمتشابك منذ ما قبل التاريخ. حيث كان اليبوسيون
والكنعانيون أول
من استوطن هذه الأرض
[بحاجة لمصدر]. كان
هيرودوتس وغيره من كتّاب اليونانية واللاتينية، هم الذين أطلقوا اسم فلسطين على أراضي الساحل الفلسطيني،
وفي بعض الأحيان كانوا يشملون بالاسم أيضا تلك الأراضي الواقعة بين الساحل ووادي
الأردن وفي مستهل عهد الإمبراطورية الرومانية، أطلق اسم فلسطين
على المنطقة الواقعة حول
القدس، كما استخدم الاسم نفسه أيضا زمن البيزنطيين للتدليل على الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن، والممتدة بين جبل الكرمان
وغزة في الجنوب.
خان العمدان في
عكا 1785
وجدت آثار الوجود البشري في منطقة جنوبي
بحيرة طبريا، هي ترقى إلى نحو 600 ألف سنة قبل الميلاد، وفي
العصر الحجري الحديث (10000
ق.م. -
5000 ق.م.) أنشأت المجتمعات الزراعية الثابتة، ومن
العصر النحاسي (5000 ق.م. - 3000 ق.م.) وجدت أدوات نحاسية وحجرية في جوار
أريحا وبئر السبع والبحر الميت، ووصل
الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000
ق.م. و 2500 ق.م.، وفي نحو 1250 ق.م. حسب القصة
التناخية استولى بني إسرائيل على أجزاء من بلاد كنعان الداخلية، وما بين عامي 965 ق.م. و 928 ق.م. بنى الملك سليمان هيكلاً في القدس، وفي عام 928 ق.م.
قسمت
دولة بني إسرائيل إلى مملكتي
إسرائيل ويهودا وفي 721 ق.م. استولى
الآشوريون على مملكة إسرائيل، وفي عام 586 ق.م. هزم
البابليون بقيادة
بختنصر مملكة يهوذا وسبوا أهلها إلى
بابل وهدموا الهيكل. 539 ق.م. يستولي
الفرس على بابل ويسمحون لليهود بالعودة، ويبنى الهيكل الثاني، وفي عام
333 ق.م. يستولي
الإسكندر الأكبر على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني، وبموته وبحدود 323 ق.م. يتناوب
البطالسة المصريين والسلوقيين
السوريين على حكم فلسطين. حاول
السلوقيون فرض الدين والثقافة الهلينيستية (اليونانية) ولكن في عام 165 ق.م. حسب التاريخ اليهودي يثور المكابيون
على انطيوخس ابيفانس السلوقي حاكم سوريا، ويمضون في إقامة دولة يهودية مستقلة، وفي عام 63 ق.م. تضم فلسطين إلى
الإمبراطورية الرومانية. دمّر
الرومان مدينة القدس بقيادة
تيتوس عام 70م، ثم أعيد بنائها في عهد الإمبراطور
هادريانس وأطلق عليها اسم
ايليا كابيتولينا عام 135 م، أحرقها الفرس عام
614م، وسيطر عليها
المسلمون عام 638 م في عصر الخليفة
عمر بن الخطاب حيث استلم مفاتيحها من بطريركها
صفرونيوس وأسماها العرب القدس، سيطر
عليها
الصليبيون عام 1099 م واسترجعها المسلمون بقيادة
صلاح الدين الأيوبي بعد
معركة حطين عام 1187م. من القرن الـسادس عشر وحتى بداية القرن
الـعشرين خضعت القدس لسيطرة العثمانيين الأتراك. وفي بداية القرن الـ15 قام السلطان العثماني بترميم المدينة وإعادة بناء سورها الذي لا تزال تحيط البلدة
القديمة. كما أن الاصل الرئيس للفلسطينيين كما يقال هو يوناني اغريقي على حسب ما قيل حيث وبعد الهزيمة التي الحقها الجيش الصري القديم بقيادة تحتمس
الثالث ادى الي تدمير سفن الاسطول اليوناني وبعدها استقر اليونان في الجزء الغربي الساحلي الفلسطيني واليهم يعود اصل الكثير من الفلسطينيين وهذا ما
يبرر وجود بعض السلالات الشبيهة بالاوروبية في كثير من أنحاء فلسطين
برج الساعة في
يافا 1906
في العصر الوسيط هزم العثمانيون المماليك في حدود 1517 وكانت الدولة العثمانية سيطرت على فلسطين عام 1516، وعينت
القسطنطينية حاكما محليا
عليها، كانت البلاد قد قسمت إلى خمسة مناطق تسمى "سناجق(ألوية)" هي : القدس وغزة وصفد ونابلس والعجلون، وكان الحكم إلى حد بعيد في أيدي
السكان المحليين. وتم إعادة إعمار المرافق العامة في القدس على يد
سليمان القانوني عام 1537.
وقعت أجزاء فلسطين المختلفة وعموم بلاد الشام تحت سيطرة عائلات وكيانات متعددة في فترة الدولة العثمانية تراوحت بين الولاء والعداء للدولة المركزية.
(راجع
ظاهر العمر،
معنيون).
بين عامي 1831 و1840 قام
محمد علي حاكم
مصر بمد نفوذه على فلسطين ولبنان، وأدت سياساته إلى تعديل النظام الإقطاعي، زادت الزراعة وتحسّن
التعليم، استردت الإمبراطورية العثمانية نفوذها على فلسطين في عام 1840 وبقيت فلسطين تحت الحكم العثماني حتى شتاء عامي 1917-1918 أي حتى
الحرب العالمية الأولى، قسمت بعدها بحسب
اتفاقية سايكس بيكو كغيرها من مناطق الشام والعراق.
خلال السنوات الأولى من
القرن العشرين، بدأت الحركة
الصهيونية بتنظيم الهجرات
اليهودية إلى فلسطين، ومن ثم تلى ذلك هجرات متلاحقة لليهود هربا من
الاضطهاد
النازي لهم، فقامو بممارسة أبشع أنواع الاضطهاد على سكان فلسطين، وارتكبوا العديد من جرائم الحرب والتطهير العرقي، وقاموا بتهجير
الفلسطينيين من أراضيهم بالسلاح والإجرام, بعد ذلك أعلن المجلس اليهودي قيام دولة إسرائيل على الأرض التي يطلق عليها اليوم أراضي 48 والتي تعترف
بها
الأمم المتحدة وأغلب دول العالم بها كدولة إسرائيل. تم الإعلان عن تأسيس دولة
إسرائيل عام 1948. في هذا العام وبعده نشبت عدة مواجهات مع
الفلسطينيين والجيوش العربية التي رفضت قرار الأمم المتحدة بتقسيم الأرض إلى أراضي عربية وأراضي إسرائيلية
مكانة فلسطين الدينية الصخرة المشرفة في
القدس، عرج منها النبي
محمد إلى السماء في ليلة
الاسراء والمعراجلفلسطين أهمية دينية في الديانات السماوية الثلاث :
الإسلام و
المسيحية و
اليهودية. وخلال تاريخها اتخذت بعض النزاعات عليها طابعا دينيا مثل
الحروب الصليبية كما يعطي البعض
الصراع العربي الإسرائيلي طابعا دينيا.
إسلاميالفلسطين مكانة كبيرة عند المسلمين، فهي الأرض المباركة التي ذكرها
الله في
القرآن في عدة سوَر كما في
سورة الإسراء: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". وذكر الله أرض فلسطين المباركة أيضا في كتابه : "نجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها
للعالمين" (الأنبياء،
آية 71)، وأيضا حينما قال "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" (الأنبياء، آية 81)
، وعندما أمر الله النبي موسى وبني إسرائيل بدخول فلسطين قال "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطّة نغفر
لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة، آية 58)، والقرية هي
أريحا، وفي قوله "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم
فتنقلبوا خاسرين" (المائدة، آية 21). وذكر الله عن قصة
مريم العذراء في كتابه "فحملته فانتبذت به مكانا قصياً" (مريم 22) والمكان المقصود هو وادي يقع
بين
بيت لحم و
القدس [4]. و
للقدس أهمية خاصة
للمسلمين و
المسجد الأقصى كما هو معروف بأنه أولى القبلتين، ومنه عرج
النبي محمد إلى السماء وبقي مسجد
هذه المدينة قبلة للمسلمين مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، حتى قال تعالى " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد
الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره". فتحولت قبلة المسلمين بعدها إلى الكعبة في
مكة المكرمة. ويطلق المسلمون اسم "بيت المقدس" أو "القدس" على
المدينة لقدسيتها. كما يؤمن المسلمون بوجود مقام
للنبي إبراهيم وأبنائه وأحفاده الأنبياء
إسماعيل و
إسحق و
يعقوب وزوجاتهم داخل
الحرم الإبراهيمي في
الخليل.وفيها ولد عيسى ابن مريم عليه السلام، وفي فلسطين العديد من المساجد التاريخية والشواهد الإسلامية مثل
مسجد عمر و
مسجد البراق في القدس
و
الجامع العمري في
غزة و
بيت لحم بالإضافة لكثير من مقامات الأنبياء مثل
مقام الخضر و
مقام النبي الياس و
مقام النبي داوود و
مقام النبي صالح.
وفي السيرة النبوية قال النبي محمد :" لا تُشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد :
المسجد الحرام، ومسجدي هذا (
المسجد النبوي)، و
المسجد الأقصى"
وما يزيد تشريفا لأرض الشام وبيت المقدس هو فرض الصلوات الخمس على المسلمين من فوق أرضها، وصلاة النبي إماماً بالأنبياء - حسب المعتقد الإسلامي
تحت صخرتها المشرفة. حيث حدَّث رسول الله أصحابه المؤمنين، وأخبرهم ما شاهده في السموات من الآيات، وما تلقاه من الأمر الإلهي بفرض الصلوات
الخمس اليومية.
[5] مسيحيا مدينة القدس مذكورة في
إنجيل مرقس تحت اسم "أورشليم"
تسمى فلسطين عند المسيحيين ب
الديار المقدسة، إذ بحسب الإيمان المسيحي، ولد وعاش فيها
يسوع المسيح و
رسله وحدثت معظم الأحداث المذكورة في
العهد الجديد والعديد من الأحداث المذكورة في
العهد القديم. وحسب التراث المسيحي انطلقت البشارة المسيحية من 81
الجليلويهوذا، أي من شمالي فلسطين
وأوساطها، وانتشرت في أنحاء العالم. لذا تحتوي فلسطين على العديد من الأماكن المقدسة للمسيحيين وعلى رأسها مدينة
بيت لحم، مسقط رأس المسيح حيث
كنيسة المهد، ومدينة
الناصرة حيث تلقت
مريم العذراء البشارة بولادة
المسيح من
الروح القدس وحيث ترعرع المسيح بعد عودة أهله من بيت لحم، ومدينة
القدس، أو أورشليم باسمها المسيحي التقليدي، حيث دعا المسيح أهل يهوذا إلى اتباعه إلى أن خطى خطواته الأخيرة على
طريق الآلام ومن ثم تم صلبه ودفنه،
إذ يؤمن المسيحيون بوجود قبر المسيح في
كنيسة القيامة بالمدينة. وكذلك يقدس المسيحيين أماكن مختلفة في 81
الجليل وخاصة حول
بحيرة طبريا وعلى ضفة
نهر الأردن. وكذلك يقدس المسيحيون بعض الأماكن المذكورة في العهد القديم والتي يقدسها اليهود والمسلمون أيضا مثل
الحرم القدسي و
الحرم الإبراهيمي في
الخليل وغيرهما. كانت المسيحية في فلسطين متأثرة منذ البداية باتجاهات مختلفة، فمنذ القرن الأول الميلادي تعايشت في الأراضي المقدسة عدة طوائف مسيحية
مختلفة مع بعضها البعض. ولم ينقطع الوجود المسيحي في فلسطين إلى يومنا هذا.
تعتبر
كنيسة القيامة في
القدس إحدى أهم الكنائس في العالم، ويحج إلى فلسطين آلاف المسيحيين سنويا قادمين إلى
بيت لحم و
القدس و
الناصرة.
يطلق اليهود على فلسطين اسم "אֶרֶץ יִשְׂרָאֵל (لفظا: إرِص يسرائيل أو إيرتس يسرائيل)" (أي "بلاد إسرائيل") أو
الأرض المقدسة أو أرض الميعاد، نسبة
لما يقال عنها في
التناخ (
العهد القديم في المسيحية): "الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم" (
سفر التثنية، الأصحاح الأول، . بحسب الايمان اليهودي، كانت فلسطين الأرض التي أقيمت فيها
مملكة إسرائيل، قبل أنفصالها إلى مملكتي
إسرائيل الشمالية و
يهوذا،
وينسب اليهود المعاصرين أنفسهم إلى أبناء مملكة يهوذا القديمة التي كانت عاصمتها أورشليم (أي مدينة القدس) والتي وقف فيها
هيكل سليمان، وهو المركز
اليهودي القديم. وتقدس طائفة السامريين القريبة من اليهود دينيا وثقافيا،
جبل جرزيم قرب
نابلس.
في التراث اليهودي تعتبر القدس، الخليل،
طبريا و
صفد المدن المقدسة الأربع إذ توجد فيه أماكن ذات أهمية خاصة في الديانة اليهودية وفي تاريخ الشعب
اليهودي. ويعتبر
حائط المبكى (المسمى أيضا ب"الحائط الغربي"، أو ب"حائط البراق" عند المسلمين) أكثر مصلى يهودي أهمية في أيامنا ويحتشد أمامه
المصلين اليهود على مدار السنة، وخاصة في
الأعياد اليهودية. ويقدس اليهود الحرم الإبراهيمي في الخليل كما يقدسونه المسلمون والمسيحيون، وكذلك أماكن
مختلفة في الجليل.
في
الشريعة اليهودية هناك وصايا يمكن تطبيقها في الأرض المقدسة فقط، ويتعلق معظم هذه الوصايا بالأعمال الزراعية. ومن أبرز هذه الوصايا هي وصية
الشميتا.
التسمية والحدود الخارطة الطبوغرافية لفلسطين
كان أول من استخدم اسم فلسطين إشارة إلى جنوبي
بلاد الشام هو المؤرخ
الإغريقي هيرودوت في مؤلفاته من القرن ال5 ق.م. وقد استخدم هيرودوت اسم
فلسطين كمصطلح جغرافي، حيث أشار إلى منطقتي بلاد الشام و
بلاد الرافدين ك"سوريا" وإلى جنوبها ك"فلسطين" (Παλαιστινη "پَلَيْسْتِينِيه") أو "سوريا
الفلسطينية". وعلى ما يبدو استعار هيرودوت هذا الاسم من اسم "پلشت" الذي أشار إلى الساحل الجنوبي ما بين
يافا ووادي
العريش حيث وقعت المدن
الفلستينية. وكان الفلستينيون من
شعوب البحر ومن أبرز الشعوب التي عاشت في منطقة فلسطين من القرن ال12 ق.م. ولمدة 500 عام على الأقل.
ولم يستخدم اسم فلسطين كاسم منطقة ذات حدود سياسية معينة إلا في القرن الثاني للميلاد عندما ألغت سلطات
الإمبراطورية الرومانية "ولاية يهوذا
" (Provincia Iudaea) إثر التمرد اليهودي عليهم عام 132 للميلاد وإقامة "ولاية سوريا الفلسطينية" (Provincia Syria Palestinae)
محلها.
[بحاجة لمصدر] من الناحية
الطوبوغرافية و
نباتية يمكن استخدام معايير مختلفة لتحديد منطقة فلسطين، ولكنه يمكن بشكل عام وصفها كالمنطقة الممتدة من
نهر الليطاني في
لبنان شمالا إلى رأس
خليج العقبة جنوبا، ومن
البحر الأبيض المتوسط غربا إلى الضواحي الغربية
للبادية السورية في
الأردن شرقا. ويمكن أيضا اعتبار
صحراء النقب جزءا طبيعيا من شبه جزيرة سيناء وعدم شموله بمنطقة فلسطين جغرافيا.
والحدود المشار إليها اليوم كحدود فلسطين التاريخية هي نتيجة سلسلة من المفاوضات والاتفاقيات بين الإمبراطوريات التي سيطرت على
الشرق الأوسط في
مطلع القرن الـ 20 والتي أدت كذلك إلى تصميم الحدود السياسية في عموم الشرق الأوسط.
حدود فلسطين التاريخية ("من النهر إلى البحر") هي
البحر الأبيض المتوسط غربا، "
خط رفح العقبة" الذي يفصلها عن
سيناء من الجنوب الغربي، رأس خليج
العقبة جنوبا،
وادي عربه،
البحر الميت و
نهر الأردن شرقا، ومنحدر
هضبة الجولان قرب شواطئ
بحيرة طبريا الشرقية ومسار نهر الأردن الشمالي في الشمال
الشرقي. ويحد فلسطين شمالا
لبنان في خط متعرج يبتديء غربا ب
رأس الناقورة على البحر الأبيض المتوسط، ثم يتجه شرقا إلى
قرية يارون، فينعطف شمالا
حتى المكان حيث وقعت في الماضي قريتي
المالكيةو
قَدَس وحيث تقع بلدة
المطلة ثم شرقا إلى
تل القاضي وغربا إلى نقطة قرب
منبع بانياس. ويشكل مسار
الحدود الشمالي الشرقي صورة إصبع حيث أطلق على هذه المنطقة اسم اصبع الجليل
يتبع