طائر البلشون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طائر البلشون

يسعدنا ويشرفنا تواجدكم معنا في.منتدى طائر البلشون . نتمنى لكم قضاء أجمل وأسعد الأوقات معنا ..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درب الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حريز مريم
عضو فعال
عضو فعال



عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 23/03/2010
العمر : 31
الموقع : meriamhariz.wordpress.com

درب الحياة Empty
مُساهمةموضوع: درب الحياة   درب الحياة Icon_minitimeالأربعاء يناير 05, 2011 12:29 pm

________________________________________
درب الحياة
مذكرات
للكاتبة : مريم حريز

يوم 03/أكتوبر/2010
في مثل هذا اليوم ولدتني أمي ، في مثل هذا اليوم و منذ ثماني عشرة سنة وضعتني السكينة بين أيدي هذا الوجود المملوء بالحزن والألم والوحشة . فمنذ ثماني عشرة سنة خطتني يد الزمان كلمة في كتاب هذا العالم الغريب ، و ها أنذا كلمة مبهمة في قاموس الحياة ، ملتبسة المعاني ، ترمز تارة إلى لا شيء وتارة إلى معاني مختلفة .
إن التأملات والأفكار والذكريات تتزاحم علي في مثل هذا اليوم من كل سنة وتتوقف أمامي مواكب الأيام الغابرة وتريني أشباح الليالي الماضية ثم تبددها كما تبدد الرياح بقايا الغيوم فوق خط الشفق ، فتضمحل في زوايا غرفتي اضمحلال أناشيد السواقي في الأودية البعيدة الخالية .
في مثل هذا اليوم تنتصب أمامي معاني الحياة الغابرة كأنها مرآة ضئيلة أنظر فيها طويلا فلا أرى غير أوجه السنين الشاحبة كوجوه الأموات وملامح الآمال والأحلام والأماني المتجعدة كملامح الشيوخ ثم أغمض عيني وأنظر ثانية في تلك المرآة فلا أرى فيه غير الكآبة ثم أستنطق الكآبة فأجدها خرساء لا تتكلم ولو تكلمت لحدثت بما يذهل به السامع .
فتحت عيني لأول مرة في غرفة جبسية ، وصرخت أول الصرخات لأثبت وجودي ضمن هذا العالم المكتظ بالألوان والأشياء الغريبة ، فتحت عيني أول مرة في غرفة ببيت جدي في حي الأصنام بولاية الوادي ، ولم يمضي على ولادتي إلا بضعة أشهر حتى انتقلنا إلى سكيكدة ، فعائلة أمي بمدينة الوادي وعائلة أبي بوهران ؛ كانت معظم الذكريات السعيدة والحزينة والساعات الحلوة والمرة قد قضيتها في سكيكدة ، بمنطقة الإيداع ، حي حمروش حمودي ، في منزل من طابقين بين ثمانية إخوة وأبوين ، ففاطمة الزهراء هي الكبرى ثم أتلوها أنا ثم شعيب وأمينة والبتول ويعقوب وإسراء ثم أخيرا إسحاق ، وأبي طارق و أمي سعيدة ؛ درس أبي وتخرج من الجامعة وتحصل على دبلوم الدراسات العليا في الكيمياء ، ولكن ميوله جرفه إلى واد غير الذي أعد له عدته فاتجه نحو التجارة ، فملك زمنا مصنعا للحلويات ثم أبدله بمطعم ودكان لتصليح السيارات . وقد اخترع جهازا خاصا بالسيارات وتحصل على براءة الاختراع في فيفري 2010 ؛ أبي من الشخصيات المحافظة إلا أني أعتبره مختلفا عن غيره وخاصة في عصرنا الحالي ، فهو إنسان ذو فكر مختلف يحمل أفكارا بناءة واعتقادات صحيحة لا تتنافى مع الواقع ، فإذا حدثك جعلك تصغي إليه بانتباه وهو حنون رقيق القلب رفيق بالشخص ، كريم و صبور .
وقد بدأت حياتي مع السرطان حينما كانت أمي أول من اكتشف المرض وبدأت عندها قصة الأدوية والمستشفيات والمعاناة . حكايتي أشبه بحكاية الأم المسكينة مع ابنها تماما ، حيث أصيب ولدها بمرض خطير فأبسط الأشياء تؤثر عليه سلبا وحياته معرضة لأخطار عظيمة ، ورغم هذا كانت الأم صابرة محتسبة تدعو الله ليلها ونهارها من أجل أن يشفى ابنها ومع مرور الأيام تحسنت حال الصغير لكن المفاجأة أن الحال الجديدة لم تستمر بل صارت أشد وأنكي حيث أصيب الصبي بالشلل التام ولم تجزع الأم بل زاد تمسكها بالله لأنها تعلم أن الله قادر رحمان وتوقفت عن معالجة ابنها بالأدوية وقررت السفر إلى مكة وحج بيت الله الحرام وأخذت ابنها طبعا ، كانت تحمله تارة بين ذراعيها وتارة أخرى على ظهرها وأسقته من ماء زمزم ودعت الله أن يشفيه شفاءا تاما لا يغادر سقما وبينما كانت في صلاتها ، إذ بيد حنونة تمسح دمعتها .. من ؟ نعم إنه ابنها ، واقف بين يديها وكأن الضرر لم يمسسه أبدا !!! سبحان الله ، ولما عادت إلى بلادها اصطحبته إلى طبيبه المسيحي ولم يصدق قصتها وقر أن يفحصه حتى يتأكد وفحصه ، أتدرون ما وجد ، لا آثار للمرض ، وكأنه لم يصب أبدا ، سبحان الله ، وأعلن الطبيب إسلامه ، ( وقل ادعوني أستجب لكم )
ترعرعت في جو اسري لم اندمج فيه كليا بسبب أفكاري التي تخالف أفكارهم إذ عشت في عالم لوحدي وسط عالمهم فالبدن حاضر وإنما الروح والفكر في موطن آخر ، عائلتنا محافظة جدا ومن وجهة نظري معظم الذي ارغب في تحقيقه مرفوض أو لا يدرك إلا بالعسر ولا اقصد هنا الأمور المادية فالحمد لله نأكل ونشرب ما لذ وطاب ونسعى في البلاد كلما سنحت لنا الفرصة ولكن بطبيعة الإنسان فانه يرغب دائما في تحقيق المستحيل وأنا من الفئة التي تطلبه بإلحاح ، حاولت دائما أن أغير من بعض تصرفاتي وخاصة الثرثرة وقلة الصبر و في كل مرة انجح بالابتعاد برهة ثم أعود إلى عاداتي دونما شعور مني بغلطتي ، وفي نظري أرى أن الحياة بؤس وشقاء وتعاسة وأن كل سعادة غير دائمة ويأتي بعدها الشقاء فلا أسعد حتى أشعر بوطأة الشقاء ، أحدث الفؤاد وأقول لا تحزن لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، لا تحزن لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب وحزنت من توقع مكروه فما وقع ، لا تحزن لأن الحزن يريك الماء الزلال علقما والورد حنظلا والحديقة قفرا والحياة سجنا ، وفي كل يوم وفي كل ليلة أعد النفس أن لا أرجع إلى الحزن ، ولكن هيهات ثم هيهات ، فالحزن قد رسخ في الجوى ولا خلاص منه أبدا ، وأنا الآن أسطر السطور والقلب يعتصر من الألم والذكريات ترفرف بأجنحتها حولي تأبى أن تغادرني وتأبى أن تفارق أطلالي .
دخلت المدرسة .. وكم كنت متشوقة للجلوس على كراسي العلم .. و ابتدائية بكوش عبد الله هي أول المسير ولكم كانت بعيدة عن منزلنا إلا أن لهفتي الشديدة على العلم كانت أقوى حتى أن علاماتي ممتازة ، وانتقلت بعد الابتدائية إلى متوسطة اشبل علاوة ثم إلى ثانوية عبد السلام بودبزة. ما أحلى أن يتذكر المرء أيام الصبا ، وقد كنت وأختي فاطمة نترافق في طريق الذهاب والإياب من وإلى المدرسة ، واعذروني إذا قلت أني كنت أغار منها كثيرا ، لأنها تتميز عني في أمور كثيرة ، الدراسة ، التعقل ، اهتمام أبي بها وهذا الأخير كان يقتلني غيرة .
كنت أنا متمردة وطموحة ومتسرعة ومشاغبة وهي كانت عاقلة ورزينة وأكثر اجتهادا مني وكم كنت متعصبة أخالفها دائما ليس لأي شيء بل بسبب الغيرة ؛ وقد ارتديت الحجاب حينما كان عمري سبع سنوات ولم يكن بأمر من أحد .. لا بل بقناعة من نفسي ، كنت أحب أن أرى نفسي بمنظر الفتاة المحجبة ، كنت أحب أن أقتدي بأمي في كل الأشياء .
يوم 12/أكتوبر/2010
بدأت أخط مذكراتي في مثل هذا اليوم 12/أكتوبر/2010 الموافق ل04 /ذي القعدة 1431 ه ، وفي طريقنا إلى الجزائر العاصمة ، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر وأربع دقائق وقد انتهيت لتوي من قراءة رواية الدروب الوعرة لمولود فرعون التي ترجمها إلى العربية حنفي بن عيسى ، وتروي حكاية عن حياة القبائل وعموما هي قصة غرامية انتهت بانتحار الشاب عامر بعدما جلس في لحظاته الأخيرة مع حبيبته ذهبية وقد كاشفته بسرها لكونها ليست عذراء فقد اغتصبها خصمه مقران انتقاما له ، كما أشار الكاتب إلى الحياة القروية من البؤس والحرمان وأظهر حالات التفرقة الإجتماعية بين الفقراء الأكثرية والأغنياء الأقلية ، ولكم كانت أحداث الرواية مشوقة حتى أنني ختمتها في مدة أربع ساعات من القراءة المتواصلة ، وهذا لأني لدي شغفا بالمطالعة ، فأجد الراحة والأنس كلما خلوت والكتاب بين يدي ، فأسبح في عالمه كأني طائر شارد في الأفق يخفق بجناحيه ويمضي بعيدا بعيدا . كنت كلما أمسكت بكتاب وبدأت بالمطالعة أحسست بأني خفيفة كالريشة حيث أنسى كل شيء أنسى الهموم والأحزان وأتملص من الحاضر وأنسى الماضي وأكف عن النظر إلى المستقبل.
رحلة العودة من وهران رائعة جدا لولا بقية من حزن لفراق أختي فاطمة التي ندعوها بهية وذلك لأنها اختارت أن تذهب إلى وهران وتبقى عند عمتي هند لإكمال دراستها التي اختارتها وهي تصميم الأزياء وتدوم إقامتها 30 شهرا ؛ كانت مترددة حتى اللحظة الأخيرة فالفراق صعب ومذاقه مر .
كانت أمي تجلس قبالة فاطمة وتطيل النظر إليها وعلى وجهها تبدو آثار من حزن دفين تحاول أن تخفي معالمه إلا أنه أبى إلا أن يبين ، كانت دائما تحاول أن تثني عزمها بكل ما أوتيت من حجة وبرهان فسفر فاطمة عتبة لا تريد أن تتخطاها ، وربما تقول أنه من الطبيعي أن يكون رد فعل الأم الرفض للفراق ، ولكنا لم نألفه من أمي ، فكان فيه شيئا من الغرابة ، وقد كتبت خاطرة بلسان أمي أصف فيها ألمها لفراق فاطمة فقلت :
بنيتي يا أغلى من روحي لا ترحلي فبرحيلك ماذا ستحصدين وببعدك ماذا ستجنين سأتعذب وتتعذبين .. قد يفارق الجسد المكان وقد يبتعد النظر عن الأعيان وتزداد الآهات والأحزان ويتمسك العاذل بالبنان .. ولكن ألا تعلمين .. لو كنت خلف السحاب ووصلت قمم الجبال وسهرت الليل والنهار فلن تبتعدي إلا بضعة أشبار فلو غادرت فلن يغادر القلب الأطلال بنيتي .. لا أعلم ماذا سأقول لك ولكني سأحاول .. فاليوم وكل يوم أعتذر لأن الحروف لا تكفي لوصفك ولا لتحكي عن حبك وفي كل يوم اخفي دموعي فتغور في محاجر عيوني .. لا تسأليني لماذا أبكي فربما يكون من فرح يومي وفرحة روحي بقلبي وفرحة جلوسك بجنبي وربما يكون من خوفي ومن بدل الدمع دمي وبدل القرب بعدي .. أقسم بأن جميع أبجديات اللغة لا تكفي وستظل ناقصة وأنت بقربي فلا ترحلي .. فليس لي حبيبة سوى أنت..
وصلنا إلى الجزائر على الساعة الواحدة ونصف مساءا ودخلنا بيت خالي عبد الوهاب لنرتاح عنده قليلا ثم نستأنف الرحلة نحو سكيكدة ، لكن أبي أبى إلا أن يطيل الرحلة وذلك بأن نعرج على صديق له بولاية برج بوعريرج لنبيت عنده .
يوم 13 / أكتوبر/ 2010
العم عبيد هو صديق أبي منذ زمن طويل ، كان أبي يبتاع من عنده البلاستيك وكان زبونا دائما لديه ، إلى أن أغلق أبي مصنع الحلويات وانتهت التجارة بينهما لكن الصداقة لم تقف عند ذلك الحد بل امتدت رغم تباعد المكان . تزوج العام المنصرم بالزوجة الثانية بعد انتظار طويل دام ثمانية عشر سنة ولم تنجب زوجته الأولى إلا بنتا وكان هو يرغب في الخلف. زوجتين كأنهما أختين لم أرى مثلهما أبدا على ما نرى من الاختلاف الدائم بين الضرتين.
وفي الصباح الباكر انطلقنا نحو المنزل الذي فارقناه زمنا وقد اشتاقت النفس لشم هواء سكيكدة العليل .
يوم 14 / أكتوبر /2010
جلست بالقرب من المدفأة بعدما أتممت تنظيف البيت ورحت أطالع كتاب البرمجة العصبية وفن الاتصال اللامحدود للكاتب إبراهيم الفقي حتى أتت أمي وبجواري جلست ثم قالت : هل أستطيع أن أكلمك في موضوع شغلني بنيتي ، فقلت : بلى قولي ماشئت فكلي آذان مصغية .
- قالت : لم الحزن والغم والألم بنيتي ، أنظري إلى ما هو أعظم منك بلاءا تلفتي يمنة ويسرة فهل تري إلا مبتلى وهل تشاهدين إلا منكوبا ، ففي كل دار نائحة وعلى كل خد دمعه وفي كل واد بنو سعد ؛ كم من مصائب وكم من الصابرين ، فلست أنت وحدك ، كم من مريض على سريره أعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، يئن من الألم ويصيح من السقم ، كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينيه وما عرف غير زنزانته آن لك أن تتعزي بهؤلاء وأن تعلمي علم اليقين أن هذه الحياة سجن للمؤمن ودار للأحزان ، تصبح القصور حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها ، بينما الشمل مجتمع والأبدان في عافية والأموال وافرة . ابتسمي فإن الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان و لخير للإنسان أن يجد في وضع الأزهار والرياحين في حياته من أن يجد في التنكيل واحتقار نفسه والابتعاد بها بعيدا عن الآخرين .
- فقلت : الحق يا أمي أني اعلم أن الحزن ليس مذموما دائما ولا مكروها أبدا فقد يكون خيرا للفل بان يحزن ويتألم . فإن الدعاء الحار يأتي مع الألم والتسبيح الصادق يصاحب الألم وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة . ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات ؛ إن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث وكتلا من زبد القول لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه وتلفظ بها فمه ولم يعشها قلبه . في اعتقادي لا طعم للحياة إذا لم يكن فيها دمع وألم وشوق وحزن .
ليلة 15 / أكتوبر / 2010
استلقيت على سريري وكان البرد شديدا فألقيت فوقي دثاري ثم أمسكت بدفتري وقلمي حتى أمضي ولو قليلا وأسطر بعض السطور التي تاهت أفكاري دونها في روايتي شتات الروح وقد وضعت مقدمتها ولم أتممها وها أنذا أضع بعض رؤوس الأقلام لأجسدها فكرة فكرة علني أهتدي إلى خاتمة مناسبة لها .
وعلى موعد مع شاطئ البحر كنت ذات يوم حيث الهدوء والراحة ولتطرب مسامعي بموجه الهادئ والثائر مرة أخرى .. وما أجمل رماله الذهبية التي تداعبها يداي برقة .. وقمة الجمال في لحظات غروب يودع فيها الشروق منظر يبهرني وارسمه بريشة فني لأجسده لوحة تحكي عن جمال الرحيل هنا مناك أجلس على صخرة ملساء وأتحدث إلى البحر لترتاح النفس وتبتهج الروح من عناء شق أنفسها أمد النضر مبحرة في جمال الخالق وقدرته ، أتأمل أمواجا تأبى الإنكسار وتعشق الشموخ رغم تلاطمها حين تقذفها الرياح وكل يوم أقف على الشاطئ وأتأمل البحر إلى أن أدمنت رؤيته كلما سنحت لي الفرصة .
وفي ذلك اليوم وأثناء وقوفي على الشاطئ وأنا أتأمل أمواجه الهائجة لمحت شخص بالجوار يتأمل هو كذلك وقد بدا لي أن ملامح وجهه ذابلة وكأنها لم تسقى من سنين .. تيقنت انه احتاج ولم يجد من يكون بجواره ليسقيه ماضمئت روحه لأجله حنان كان أو عطفا أو يد تمسح الجبين من التعب والهم والكدر وصدرا دافئا يضمه في ليال الشتاء .
تمالكني الذهول وأنا أنظر إليه وكأني قد رأيته من قبل وحاولت أن ارسم ملامحه دون أن يدرك ما افعله ... فجأة وبأنفاس الجريح تنفس ووقف ليعلن الرحيل فقد حان وقت المغيب ؛ وألقى علي نظرة وكأنه يتساءل عن سبب إطالتي النظر إليه .. وقبل أن يغادر كتب على رمال الشاطئ .. لي موعد مع البحر غدا . وفي لحظات السكون اجتاحتني صور وألوان من الذكريات ورحت أرتبها صورة صورة علني أعرف من هذا الماثل أمامي، وبينما كنت تائهة إذ اعترض سكوني صوت مزعج امتزج بصيحة عالية وفرملة صاخبة فانتبهت من ذهولي وأسرعت إلى الشارع المقابل وإذا بجمع عظيم وسيارات إسعاف ، وترامت إلى ذهني فكرة حاولت أن أطردها ولكنها تلح علي ، أتراه هو ، وانطلقت أجري أخترق الصفوف حتى أتأكد من الموقف ، يا الاهي ، انه هو ، ودمه متناثر في كل مكان ، ولكن هل مات ، لا ، لا أظنه لازال على قيد الحياة ، يا رب ارحمه يا رب ، وأدخلوه في سيارة الإسعاف وأجهزة التنفس تلف رأسه والأطباء من حوله يسعفونه .
وهكذا توقفت أفكاري عند هذا الحد وكلت يداي من حمل القلم والأفضل أن أستسلم للنوم فغدا تنتظرني أشياء عديدة .
يوم 20 / أكتوبر / 2010
اليوم ستغادرنا السيارة ، وبعد أن بقيت في رحابنا إحدى عشرة سنة ، ستغادرنا ATOZ بعد ما كان لنا معها ذكريات لا تنسى ، من أيام حملتنا وتنقلنا بها بين الطرقات وسافرنا على متنها طويلا ، وستحل محلها سيارة جديدة أخرى تكون الأنسب في حمل عشرة من أفراد الأسرة ، وكم تشوقنا لرؤيتها وها قد دعانا أبي للخروج في نزهة على متنها ، midi foton هو اسمها ، وأعجبتني كثيرا ففيها ما يميزها عن السيارة السابقة من سعة وجمال الشكل وغير ذلك من أوصاف .
ليلة 02 / نوفمبر / 2010
عزمت على كتابة رسالة لأستاذة اللغة العربية بالمتوسطة الأستاذة بابوري وها أنا الآن أخط رسالتي آملة أن تبعث لي بجوابها في اقرب وقت ممكن إلا أني أعلم أن هذه الأستاذة لن تبعث لي بالجواب لأن فيها نوعا من الترفع والتعالي وهذا ما أمقته في معظم أساتذة عصرنا الحالي ، إلا أن الأمل يدعوني لكتابة الرسالة وسأبعث بها مع أخي شعيب غدا صباحا إن شاء الله.
بسم الله الرحمان الرحيم : سلام عليك وبعد ، فإني قد احتجت إلى مشورتك منذ زمن ولكني عدمت الوسيلة للاتصال بك وها قد هيأ الله لي أن جعل أخي شعيبا تلميذا من تلامذتك ورسولا بيننا . وكم واجهتني مشاكل وعقبات أخرت مسيري وأجهدت تفكيري واستعصى علي حلها ولقد استشرت بعض الأساتذة إلا أني لم أجد من جوابهم ما يشفي الغليلا وأرجو من الله أن أجد في جعبتك دواءا لدائي وأن يكون على يدك شفائي .
سيدتي : ماذا أقول لك متيمة بالأدب وأعشق اللغة العربية ولو ترك لي الخيار وألفيتها دون جميع اللغات فأقسم أني سأدرسها وأدرسها وأدرسها دون كلل أو ملل ، بدأت التأليف تقريبا منذ ثلاث سنوات أي في 2007 وكانت قصة الإنتقام هي البداية ثم تلاها الباقون وأذكر منهم : شتات الروح ( رواية )، تحت ظلال القهر ( رواية ) ، الأنيس في سهر الليالي ( أمثال وقصص ) ، ويبقى للقلوب تاريخ غير مكتوب ( خواطر ) ، البحث عن السراب ( بحث في القضايا العربية الإسلامية وإبداء رأيي فيها مثل المسلسلات التركية وكرة القدم وما جلبته لمجتمعاتنا )، غياب الحبيب ( رواية ) ، وتبقى في الذاكرة ( مجموعة قصصية ).
أحدثك عن العقبات والمشاكل التي أواجهها في مساري الأدبي ، وعلي أن ألقى لك رأيا أو جوابا يطفئ بها النار التي تقض مضجعي .
أولا : معظم المؤلفات التي ألفتها لم أتممها ، حيث أضع الفكرة كلها و بعض رؤوس الأقلام والمقدمة والعنوان إلا أني لا أختمها فكما قلت معظم المؤلفات لازالت في قبو ذاكرتي ولا استطيع أن اكتبها ، لماذا ؟ لا أدري ؟ فهل أتركها للزمن فهو من يعالجها ؟؟
ثانيا : أكاد لا أضع النقطة النهائية للموضوعات حتى أنبهر بما كتبته ثم أرجع إليها بعد زمن وأنظر فيها فلا يعجبني منها إلا القليل ولا أدري هل الكتاب لا يعجبهم ما يكتبون ؟
ثالثا : كلما قرأت رواية أجد فيها عاطفة الحب والغرام بين البطل والبطلة فهل هذا المنهج واجب علينا أن نتبعه معشر المؤلفين ، علما بأني اتبعت نفس المنهج لأني كنت دائما أطالع الروايات ولما جاء دوري سرت في نفس الدرب .
رابعا : قصة الإنتقام التي أتبعتها برسالتي ، يا ترى أهي قصة أو رواية ؟ أرجوكي فهذا السؤال بالذات حيرني ، إذ أني تجاوزت قواعد وأساسات القصة فيها إلى قواعد الرواية فهل هي رواية ؟
والسلام : تلميذتك مريم حريز

يوم / 07 / نوفمبر / 2010
تذكرتها وقد مضى علينا زمن لم نراها فيه فحنت نفسي إلى لقياها وفاض حبري بما في نفسي فكتبت لها :
أكتب يا قلمي وسطر في الصفحات ، أكتب بكلمات الحب والاشتياق ، عبر عن مكنونات صدري واكشف عن خفايا قلبي وقل لها أني أنا المشتاق ، أكتب لها يا قلمي ، أخبرها بأني سوف أجعل روحي قصرا تأوي إليه روحها وقلبي بيتا لأسرار جمالها وصدري قبرا لأحزانها ، سوف أحبها وأحبها و أحبها حتى لو كان أبرد ما بقلبي نارها ، أخبرها بأني سوف أحبها محبة الحقول للربيع و أحيا بها حياة الورود بحرارة الشمس سوف أترنم باسمها مثلما يترنم الشحرور بأغنية الربيع وأصغي لأحاديث نفسها مثلما تصغي الشواطئ لحكاية الأمواج سأذكرها مثلما يذكر العاشق الولهان تضاريس وجه محبوبته والغريب المستوحش وطنه النائي والفقير الجائع مائدة الطعام الشهية والملك المخلوع أيام عزه ومجده والأسير الكئيب ساعات الحرية والطمأنينة سوف أفكر بها مثلما يفكر الزارع بأغمار السنابل وغلة البيادر والراعي الصالح بالمروج الخضراء والمناهل العذبة سوف أجعلها في أقصى ذاكرتي حتى لا تمتد إليها يد النسيان .
أريد أن أكتب عن عبلة ، ولكني لا أدري ماذا أقول ؟ لا لأن الكلام يعوزني ولا لأن الكلمات تنقصني ، بل لأن لدي كلاما لا أستطيع أن أحصيه ولا أن أنظمه ، ولأن لدي حديثا لا يستطيع أن يؤثر بعضه عن بعض ، فما أكثر ما أريد أن أحدث به ، وما أشد عجزي عن تسطير ما أريد أن أقول .
عبلة من أجمل الصور التي رآها الإنسان ، عبلة ترنيمة أترنم بها ، واسم أعشق حروفه ، ووجه متيمة بتفاصيله ، ماذا أقول عنها والكلمات لا تكفي لوصفها ، وكم أحبها .. إن اخلاصها وصدقها هو الذي جعل عائلتنا بأسرها تتمسك بها صغيرها وكبيرها ، ويضعها مكان الأم الثانية ، ولكم كانت أمي تسافر وتتركها معنا لترعانا رعاية الأم الحنون بأطفالها ، تستحق لقب الأم ولكنها لم تتزوج وقد بلغت الأربعين ، ليس لها أبناء ونحن أبناءها . إنها امرأة تستحق أن يخط القلم اسمها بين الصفحات وأن يفتخر بشخصها على كل الألسن وبكل اللهجات ، شخصية فريدة في حياتي بعد أبي تستحق أن يحتويها قلبي وفكري ، أحبها وسأظل أذكرها طول عمري .
يوم 16 / نوفمبر/ 2010
إنه اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك وقد رجعت لتوي من زيارة صديقتي أسماء حنكة وكان اليوم جميلا و حافلا وقضيت ساعات لم يمس فيها الملل نفسي وكأني قد ألفيت راحتي ، فالصداقة تحمل معاني عديدة إلا في قاموسي فتحمل معنى الوفاء والمصداقية فقط فكم من أشباه الصديقات قد مررن في درب حياتي وكلهن قد ذهبوا في خبر كان ، والسبب هو نقصان ركن الإخلاص والوفاء فكم من صديقة غادرة وخبيثة وكاذبة ، وعموما لم ترتح نفسي إلا بمصاحبة أسماء وهي مخطوبة وربما ستتزوج في شهر مارس ففراقها قريب جدا ومحزن جدا وقريبا سأفارق حبيبة قلبي كنت أقول يا ليتني عرفتها منذ زمن طويل ولكن شاءت الأقدار أن نجتمع كأعز حبيبتين وصديقتين ثم نفترق سريعا ، وهكذا ينقضي الحلم الجميل وتندثر الحقيقة العذبة ، و تبتلع اللجة نغمة الشحرور وتنثر الرياح أوراق الوردة .
ولكن أباطلا ضمنا الروح في ظلال هذه الياسمينة ؟ وهل تسرعنا بالصعود نحو الكواكب فكلت أجنحتنا وهبطت بنا إلى الهاوية ؟ وهل فاجأنا الحب نائما فاستيقظ غاضبا ليعاقبنا ؟ أم هيجت أنفسنا نسمات الليل فانقلبت ريحا شديدة لتمزقنا وتجرفنا كالغبار إلى أعماق الوادي .
لم نخالف وصية ولم نذق ثمرا فكيف نخرج من هذه الجنة ؟ لم نتآمر ولم نتمرد فلماذا نهبط إلى لجحيم ؟
إن الساعات التي جمعتنا هي أعظم من الأجيال والشعاع الذي أنار نفسينا هو أقوى من الظلام فان فرقتنا العاصفة على وجه هذا البحر الغضوب فالأمواج تجمعنا على ذلك الشاطئ الهادئ وان قتلتنا هذه الحياة فذاك الموت يحيينا .
زواجها سيكون حدثا يفرق جسدينا ، فهي سترحل بعيدا إلى مدينة الوادي ولكني دائما أتشبث بالأمل وسيكون لنا حتما لقاء وان طال الزمن .
و في طريق عودتنا إلى البيت تحدث أبي عن عبد الله وقال بأنه قد اتصل به وانه رجل ليس ككل الرجال ، ونعم صدق أبي فيما قاله فعبد الله ابن عمتي زبيدة شاب ليس ككل الشبان ولو أتيت بجميع الصفات الحميدة لما شملته وصفا لان معدنه ناذر .
أذكر أننا لطالما لعبنا وإياه في بستان منزلهم وكم كان طيبا ولكن الأيام قد فرقت بيننا فنسيناه زمنا إلا انه لم ينسنا .
وأعتقد أن أمه عمتي زبيدة عكسه تماما وأكثر ما يميزها اهتمامها بالأمور المادية وتميز بين إنسان وآخر بما يملك من مال ومتاع فلا تصاحب إلا ذا شأن ومال ومنزلة ولكم حاولت أن أحاورها وأغير نظرتها حول العالم وأن الإنسان لا يقاس بما عنده من مال بل بأخلاقه وأفكاره وسيرته إلا أن محاولاتي تبوء بالفشل .
يوم 17 / نوفمبر / 2010
أحسست بشيء من السأم والملل ولم أجد ما أتلهى به غير قلمي وكراسي والعجب أني اشتاق إليهما أكثر مما اشتاق لآي شيء آخر فهما صديقاي في السر والعلن والسراء والضراء .
كنت أنتظر مجيء خالتي حكيمة لكن مضت ساعات ولم تأت حتى أتتني أمي بالخبر اليقين فخالتي قد تشاجرت اليوم مع زوجها وأمرها بان تعود لبيت أهلها إلا أن أمي نصحتها بأن تمكث في بيتها ولا تغادره وان تطلب المسامحة من زوجها علها أخطأت أو قصرت في شيء ما ، فليس سهلا أن تتشتت الأسرة كاملة ويضيع كل شيء لأمر تافه . ثم بما أن خالتي قد تزوجت بنبيل رغم رفض جدي وأخوالي ووجود خالي بشير السكير في بيت جدي الذي ينغص على الجميع حياتهم ، فإن خالتي حكيمة لن تستطيع العيش بينهم وبالتالي الصمود والصبر في بيت زوجها والمعاناة أحسن من أن تعود إلى بيت أهلها .
أشعر بمعاناتها ولكن ما السبيل ؟ و أرجو أن يعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي فالخصومات بين الزوجين توطد المحبة وهي أمر طبيعي يحدث لجميع الناس .
أحسست برغبة جامحة لأن أحدث إنسانا ما ولكن لا أحد بالمنزل بل ومن تراه سيسمع لكلماتي ، ولطالما كنت أبحث عن صدر حنون يعطف علي ، و عمن يسمع لكلماتي ويصغي لشكواي ، من يستخرج الهم من صدري ويبعده عني ، من ينزع الوحدة مني ، أشعر حقا بأني وحيدة ، وحيدة بما تحمله الكلمة من معنى ، لطالما أحسست أني مجرد برغوث يعيش على سطح هذه الكرة الأرضية .. أني لا شيء ، وأريد الآن أعيش في عالم لوحدي مع قلمي وكراسي .. مع أحزاني لأني أعشق الأحزان ، بل لا أتوقع في يوم من الأيام أن أفارقها ، أنا هي وهي أنا وكلنا جسد واحد . كيف يحيا الإنسان دون عواطف أو أحاسيس كيف يستطيع العيش ؟ ماذا أحكي ؟ وكيف أشكي ؟ والحياة قد علمتني الصمت ، وجرعتني الصبر ، الدنيا كلها عذاب في عذاب ودموع وأحزان ، وشقاء وبهتان ، ليس للإنسان أن يحيا كما يريد و في اعتقادي أن السعادة لم يذقها أحد بكل معانيها لأن القدر يتحكم في شؤوننا ، فمرّة لك ومرة عليك ، قل بأننا ذقنا الشقاء بكل معانيه لأنه أيسر معنى من السعادة والسبيل إليه منحدر، وهكذا نحن بني الإنسان ماخُلقنا إلا لنشقى .
يوم / 20 / نوفمبر / 2010
لم يجف الحبر بعد وبيني وبينك تاريخ من الغزل وها أنا اليوم بين الجرح والأمل أستعيد الذكريات واعزف على نايي أنشودة الأزل وقفت ببابك وفي قلبي تتزاحم المشاعر وقد أتيتك وهل معي غير ديوان الحب رسائل أيا حبيبة لو تعلمين بحالي فمنذ عرفت الهوى ما خطر النوم ببالي وقد بعثت إليك برسول الهوى فيا ابنة العلياء ما القلب قائل وصددت عني وقد فار تنور صدري وضاقت حروفي عنك ولكني كنت أحاول ودخلت عباب الحزن يوم هجرتني وصمت وفي أعماق القلب تنوح النوائح فيا حزن أرخي علي ستائر الصمت فقد رسمت طريق المستحيل حكايتي واتركيني بنار الهوى أتلظى عل النسيان يمحو ما في قبو ذاكرتي .
إني الآن أمضي بين الشجيرات وبين يدي هذا البساط الأخضر وقد فرش بألوان من الأعشاب والأزهار وهذا الوادي الذي جف بعدما كان الماء يسري فيه كجريان الدم في الشريان ، نظرت إليه زمنا وعيني لم تفارقه ثم قلت : ما بالك يا وادي قد توقفت عن المسير ، أم أن حالك مثل حالي ، فارق الماء مجراك كما فارقت الدموع مقلتي، فراق مودع بلا رجوع ، هجرتها بعد أن عاشت في كنف حبها ما عاشت ، بعدما ذاقت طعم الدفء والحنان ، رحلت بلا استئذان ، تريد الفراق ولو علمت المصير ما أخذت إذن الفراق ؛ أذكرها ولا زالت ذاكرتي تخط ملامحها ، عائشة صديقة كانت لي منذ عام ، وأبت الأيام إلا أن تشتت شملنا كما تشتت الرياح أوراق الخريف ، و سأدع الزفرات تحدث عن مدى حبي لها ، وخوفي عليها من يد الردى ، فهي مصابة بداء سرطان الدم ولكم تمنيت أن أفديها بروحي ، ولكن الفراق كان حقا ، فرحيلك عائشتي قصة محزنة .. بطلها الضياع في متاهات تكاد لا تنتهي تحكي عن الأشواق التي لم تسقى بماء التلاقي عن نفس أرهقت من طول التنائي رحيلك سؤال طرح وليس له إجابة ودرب من الأشواك ليس له نهاية أسطورة لا تنتهي من الهم والحزن والكدر .. رحيلك حسرات تنساب كالأنهار حزن يندفع إلى القلب ليل نهار حطم القلب وفجر الشريان هدم سقوف تلك الجدران وأذاع كل ما كان طي الأسرار رحيلك دهر بلا أيام وساعات بلا دقائق ودقائق بلا ثواني .. ولحظات بلا تفاصيل
يوم 22 / نوفمبر / 2010
ما الهدف من وراء كتابة مذكراتي ، طرحت هذا السؤال ألف مرة ومرة ، إلا أني لم أجد له جوابا ، فمنذ قليل اطلع عليها أبي وقال لي ، أن أسلوبك جيد في كتابتها ولكن القارئ سوف يتيه وسوف يحاول أن يعرف القصد منها وعليك أنت أن تبيني قصدك منها .
ولكن ما العمل وأنا ما كتبتها إلا لسبب واحد وهو أني أردت أن أسجل أهم الأحداث لكي لا تمتد إليها يد النسيان فلست أتذكر شيئا إلا بعد عسر وجهد.
ذهبت اليوم إلى معرض الكتب الذي أقيم بمركز عيسات إيدير لكني لاحظت غلاء في أسعار الكتب على عكس العام الماضي فاشتريت في ذلك الوقت كتبا كثيرة ومنها ديوان عنترة ، والإلياذة لهوميروس ، والإمتاع والمؤانسة ، وكتاب الخلفاء الراشدين وغيرها .
وقد تصفحت كتابي وحي القلم للرافعي والمستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي فأعجباني كثيرا فاشتريتهما ، ولقد لاحظت إقبالا كبيرا للناس على شراء الكتب وأي والله إنه لبشير خير لأمتنا الإسلامية ، فالعلم سلاح والعلم صلاح ، وما رأيت خيرا من العلم لإصلاح لمجتمعات وتقويم اعوجاجها .


يوم 30 / نوفمبر / 2010
ربما تكون الخلافات الزوجية سببا لتوطيد العلاقة بينهما إذ تكون مرهما ملطفا للأرواح وربما قد تكون صدعا لبداية انهيار عظيم .
و الحياة صعبة في تضاريسها فكلما حاول الإنسان الارتفاع واجه عقبات كثيرة ، و مفتاح كل شيء الصبر والثقة و العلم ، فإذا ما على خالتي حكيمة إلا الصبر ، و ها قد صارت أحسن في علاقتها مع زوجها بعد الشجار الذي كان سيهدم كل ما كان .
ذهبت بالأمس أنا وأبي عند الأديب علي بوزوالغ لكونه المسؤول عن جمعية الأدباء والكتاب في قصر الثقافة ، وكم كان طيبا معنا ، وقد قدمت له نموذجا من كتاباتي : نكبة الدهر و الإنتقام . وقد تحدثنا كثيرا عن أهمية المطالعة لأنها تثري الرصيد اللغوي لدى الكاتب و تحدثنا عن المشاكل التي نعاني منها معشر الكتاب وعن عدم اهتمام الدولة الجزائرية بالمخترعين وأصحاب المواهب
يوم 11 / ديسمبر / 2010
أتراها أمي هي الوحيدة القادرة على إلهامي بالكتابة ، إذن فلماذا منذ أن سافرت إلى وهرن لزيارة فاطمة لم أستطع أن أخط شيئا








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درب الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طائر البلشون :: قسم الأدبي :: منتدى القصص-
انتقل الى: